صدئٌ هذا المرفأ
مذ غادرته الدهشة الأولى
لعناق الموج الهادر..
لا صخب للموج هذا الصباح،
ككل صباح في آخر مائة عام..
متعبٌ جداً ذاك المركب،
كصدر القبطان المثخن..
بالتبغ الجائر.
لا رغبة اليوم للشراع في أن يعاند الرياح،
أو أن يعكر صفواً قائم..
ونداء البحر حنينٌ
لا تسكته أناشيد الصدفات الوادعات..
إذا سكن الروح لا يغادر..
ينشر للشمس الجراح..
ويهب للقدر كل ماض وقادم..
من يوقف سطوة الملح في الشرايين..
إذا أيقظتها رقصة زوربا المجنونة..
من يسكت أنين النوارس الخائر
من يثني رغباتها النزقة أن تعتلي صاريا” لاح..
في المدى، وتهجر حياة الحمائم..
“لم أخلق لزوارق الورق المقوى،
ولبحيرات الوحل الصغيرة..
بعد الأمطار.”
حدثت نفسها ذات صباح،
حين دعاها شعاع وحيد في يوم غائم..
والمرفأ صدئ، والمركب متعب
ونداء البحر في الشرايين طاغ
وزوربا تعلو خطواته وتتسارع
والنوارس أخذت القرار..
والسفر نرد: يدمي أو يداوي جراح..
والبحر عصف وبرد..
وقلبها عصفور يرتجي سلام..
ملحق:
قبل الإبحار كان المركب بقايا حطب..
بعد الإبحار عرّش الياسمين والتفاح..
منال ريس
فبراير 2017